تحذر جمعية “السعيدية للحفاظ على التراث” اليوم السلطات والإعلام والرأي العام من أزمة بيئية وصحية كبرى تضرب مدينتنا. منذ أكثر من أسبوع، تعاني سعيدية، التي تُلقب بـ “اللؤلؤة الزرقاء” في المغرب، من اختناق بسبب الأدخنة السامة الناتجة عن الحرق غير القانوني لأطنان من النفايات من جميع الأنواع.
يشمل هذا الحرق بلاستيكاً وبوليستيرين ومطاطاً وحطام إلكتروني، مما يطلق في الجو مواد خطرة جداً مثل: الديوكسينات، الفورانات، والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (HAP). هذه الملوثات تمثل تهديداً مباشراً لصحة السكان، مسببة تهيجات في الجهاز التنفسي، صداعاً مستمراً، وتدهوراً عاماً في جودة الهواء.
فعل غير قانوني يعاقب عليه القانون
في المغرب، يُمنع حرق النفايات في الهواء الطلق بشدة بموجب القانون رقم 28-00 المتعلق بإدارة النفايات وإزالتها، وكذلك المرسوم رقم 2-14-85 الصادر في 20 يناير 2015. تنص هذه النصوص القانونية على:
- يجب أن يتم حرق النفايات فقط في منشآت متخصصة ومرخصة.
- الحرق في الهواء الطلق ممنوع صراحة ويعاقب عليه بغرامات تتراوح بين 10,000 و2,000,000 درهم.
- المخالفون معرضون لملاحقات قضائية بتهمة تعريض الآخرين للخطر والإضرار بالبيئة.
وضع لا يُطاق للسكان
تتحوّل النيران المشتعلة في القمامة، التي تُوقد دون تمييز، إلى بؤرة تلوث في سعيدية خلال موسم الصيف وبعده. يُجبر السكان على إبقاء النوافذ مغلقة، ويتحملون يومياً روائح كريهة ومخاطر صحية مرتبطة بذلك. هذه القضية ليست مجرد مشكلة نظافة، بل هي كارثة بيئية وإخلال خطير بالأمن الصحي للسكان.
مطالبنا بعمل فوري
في ظل حالة الطوارئ وعدم اتخاذ إجراءات مستمرة، تطالب جمعية “سعيدية للحفاظ على التراث” سلطات إقليم بركان ومنطقة الشرق بـ:
- التوقف الفوري عن ممارسات الحرق مع تحديد وتأمين مناطق التخزين.
- إطلاق خطة طوارئ لجمع النفايات ومعالجتها بشكل مناسب.
- متابعة ومعاقبة المسؤولين عن هذه الأفعال الملوثة وفق القانون.
- وضع استراتيجية دائمة لإدارة النفايات لمنع تكرار هذه الحالة سنوياً.
سعيدية تستحق أفضل
لا يمكن لمدينتنا أن تكون جوهرة سياحية للمصطافين ومكبّاً ساماً لسكانها الدائمين. نرفض أن تُضحى سعيدية نتيجة إدارة ضعيفة للنفايات. صحة وبيئة مواطنينا ليست للتفاوض.
جمعية سعيدية للحفاظ على التراث وأعضاؤها

